لا تنخدع بي
لا تنخدع بالوجه الذى تراه
فأنا أضع قناعا بل ألف قناع
و كلها أقنعة أخاف أن أنزعها عني
وليس منها من هو أنا . .
الإدعاء فن أصبح طبيعة ثانية لي
لا تنخدع بي
حبا بالله , لا تنخدعن بي
فأنا أعطيك إنطباعا بأني أشعر بالأمان
و بأن كل شيء في الداخل و الخارج هادىء و مشرق
و بأن الثقة إسمي و الهدوء لغتي
و بأن المياه تسير في مجاريها و أنا أتحكم في كل شيء
و بأني لا أحتاج أحدا . .
و لكن لا تصدقنى
قد يبدو وجهي هادئا , و لكن وجهي هو قناعي
متغير دائما , مقنع دائما
تحته لا رضا
تحته تقبع الحيرة و الخوف و الوحدة
و أنا أخفي هذا كله . . و لا أريد أن يعلم أحد به
أصاب بالذعر لمجرد التفكير في ضعفي و أخشى إنفضاح حقيقتي
لهذا السبب صنعت قناعا لأختبىء وراءه . .
واجهة مموهة لا مبالية
تساعدني حتى أدعي
تساعدني على الأحتجاب عن النظرة التي تعلم حقيقتي
تلك النظرة هي خلاصي . . و أملي الوحيد
أعلم ذلك . .
شرط ان يتبعها تقبل الأخر لحقيقتي
شرط أن يتبعها الحب
و هي وحدها التي تحررني من ذاتي
من جدران السجن الذى بنيته بنفسي
من حواجز نصبتها بجهدى .
إنها الشيء الوحيد الذى يؤكد لي ما لا أستطيع أن أؤكده
لنفسي . .
أن لي قيمة ما
و لكنني . . لا أخبرك بهذا . . لا أتجرأ . . فأنا أخاف . .
أخاف ألا تتقبلني بعد تلك النظرة
أخاف ألا تحبني بعد تلك النظرة
أخاف أن تحتقرني . . أخاف أن تضحك . .
ضحكتك ستقتلني
أخشى أن أكون نكرة في اعماقي , ألا أكون صالحا
فتراني أنت على حقيقتي و تنبذني
من كتاب أنقذوا الطفل قي داخلكم.
يتبع



اللوحة بقلم الفنان optimismary رفيقي قى طريق التعافي
الحمد لله الرحمن الرحيم كلي حب و تقدير
و إحترام و إمتنان لمجموعة المساندة
لكم مني جزيل الشكر لمعاونتكم لي
لما وصلت إليه من تعافي أحمد
الله عليه و أطلب من الله العون
لأكمال طريقي طريق التعافي
و النضوج الذى هو
مسيرة حياتي

أغمض عيني و أسترخي على كرسيي المفضل فى حجرتي الخاصة
-بعد ما شربت مشروبي الدافىء المفضل-لأكون مستعد للقاء.
يتحرك شريط الذكريات أمامي ليقف عند........
ليلة أسير فيها مصطحب دموعي المنهمرة التى كانت تحمل اليأس و فقد الرغبة فى الحياة و قدماي التي كانت تسوقني للموت.
تدنوا السيارة مني و هى مسرعة و أدنوا منها حتى ترحل بي للعالم الأخر.
كشافات السيارة تضىء بشدة فى عيني إعلانا عن غضبها لحماقتي.
أجذب بعيدا عن السيارة للألتفت يمينا و يسارا لأبحث عن من أنقذ حياتي.
وأتساءل من؟؟
هل مازال بداخلي بعض الأمل و الأيمان بالله أنه سيسمعني أو بعض الحب لذاتي و الخوف عليها لينقذ أحدهما حياتي أو كلاهما معا؟.
أسمع رنين تليفوني المحمول لأفتح عيني و تذهب يدي لجيبي لألتقطه فأرى به رسالة لتذكرني بميعاد لقائي فأقوم مسرعا لألحق معادي........



"أعزائي القارئيين والقارئات بحييكم فى هذا اللقاء الشيق و أتمنى لكم قرأة ممتعة فى البداية برحب بك يا مجاهد و أشكرك على تلبية طلبي بلقائك بى لأني أحب أن أقرب صورتك أكثر للقارئيين والقارئات خصوصا إنك تخلصت من الممارسات الجنسية المثلية منذ عام كل سنة و إنت طيب منذ متى بدأت التعافى من الميول الجنسية المثلية؟" قائلة شروق الأمل وهى مبتسمة

"إحم إحم شكرا على دعوتك و برحب بكي و بالقارئيين و القارئات أنا بدأت التعافي من الميول الجنسية المثلية منذ عام و نصف تقريبا" قأئلا أنا مبتسما بإبتسامة مكسوة بقليل من التوتر و كثير من السعادة

"ماذا يعني لك اليوم الذى أتممت فيه عام من تبطيل الممارسات الجنسية المثلية؟" قائلة شروق الأمل بصوت جدي ومرتفع قليلا

"يعني لى الحرية... كان كل يوم تبطيل يمر أشعر بتحرري أكثر و أكثر من إستعباد الممارسات الجنسية المثلية لي" قائلا أنا بحماس

"ممكن تكلمنا عن بعض أسباب لجوئك للممارسة الجنسية المثلية؟" قائلة شروق الأمل محافظة على الصوت الجدي المرتفع قليلا

"الحقيقة كنت أبحث عن ذاتي فى أجساد الأخرين حيث كنت أشعر دائما بإنفصالي عن ذاتي بكراهيتها و بغضها و ذلك راجع لعدم تلقي الحب و الأهتمام والقبول من أقاربي الذكور فى عائلتي منذ كنت طفلا... للأسف كنت أشعر أني مرفوض لديهم فلقد تركوا بداخلي جراح غائرة...و أيضا لم أكن أستطيع التعبير عن مشاعري كمشاعر الغضب والخوف إلخ فكان البديل عن التعبير بهذه المشاعر هى الممارسة الجنسية المثلية...الممارسة الجنسية المثلية هى ماء مالح لا يروي أبدا" قائلا أنا بصوت يشوبه الألم و الحزن

"حسنا و كيف تخلصت من الممارسة الجنسية المثلية؟" قائلة شروق الأمل بصوت به رفق

"كان أول عامل إن فهمت أسباب نشوء الميول الجنسية المثلية وأنا فى التعافي و أيضا تعلمي التعبير عن مشاعري بحرية و الحب و القبول الغير مشروط و التواصل العميق الموجود فى مجموعة المساندة من معالجيين و متعافيين من الميول الجنسية المثلية وأخوة يعانون مثلي...بكل بساطة و جدت البديل الحقيقي المشبع عن الممارسة الجنسية المثلية" قائلا أنا بإيمان

"و هل ترى إن مجرد التبطيل من الممارسة الجنسية المثلية يؤدي إلى التخلص من المعاناة من الميول الجنسية المثلية؟" قائلة شروق الأمل

"لاااا لا لا...طبعا أكيد تبطيل الممارسة الجنسية المثلية أحد العوامل التى تساعد على الكبران على الميول الجنسية المثلية لكنه ليس كافيا فيجب إعادة التواصل مع الغيريين من الذكور بعمل علاقات وطيدة معهم و مصارحتهم بالميول الجنسية المثلية التى لدي وكذلك إعادة بناء شخصيتي و ذلك يتم فى مجموعة المساندة...أنا مصارح صديقان" قائلا أنا

"صديقان فقط من الواضح إن مصارحة الغيريين صعبة قليلا" قائلة شروق الأمل ضاحكة

أومأت لها برأسي بالموافقة ثم إستطردت حوارها معي لتقول.

"لاحظت إنك قد ذكرت تعبير كبران على الميول الجنسية المثلية" قائلة شروق الأمل متعجبة لتصمت لثلاث ثواني

ألاحقها بالرد

"نعم حيث ما يحدث لي فى التعافي هو النمو و الكبران على مرحلة المثلية فأنا أتفق تماما مع قول من إتخذوا من الجنسية المثلية هوية لهم أن الجنسية المثلية ليست مرضا يتم التخلص منه...ورم يتم إستئصاله...بل إن المثلية مرحلة طبيعية تبدأ من سن ست سنوات إلى إثنى عشرة سنة تقريبا وتكون المثلية فى هذه المرحلة العمرية عبارة عن التواصل الوجداني لنفس الجنس بدون جنس عن طريق مثلا المشاركة الجماعية لنشاط أو لعبة لنفس الجنس من الذكور أو الأناث لكن لوجود عوارض مثل حرماني من الحب الأبوي و التواصل مع من في سني من الذكور فى ذلك الوقت أدت إلى توقف النمو النفسي عند هذه المرحلة إلى أن تجنسنت في بدايات سن المراهقة فما أفعله فى مجموعة المساندة هو النمو على هذه المرحلة لذلك أتذكر أني كنت دائما أشعر أني أصغر بكثير من عمري الحقيقي لكن أشعر الأن أني كبرت قليلا" قائلا أنا برضا

"كيف يتم إعادة بناء شخصيتك فى مجموعة المساندة؟" قائلة شروق الأمل

"من خلال إكتشاف ذاتي من جديد من خلال مشاركات الأخرين بأن أضع يدي على سلبياتي و كذلك معها إيجابياتي و تصحيح مفاهيم خاطئة فالتعافي تعلم... و إكتساب مهارات جديدة فيما يخص الذكاء الوجداني مثلا و تنمية القدرات فيما يخص توكيد الحق مثلا و غيرها من المهارات و القدرات...كذلك التحفيز على مواجهة الجروح من نفس الجنس و الجنس الأخر" قائلا أنا

"ما المفاهيم الخاطئة التى كانت لديك؟" قائلة شروق الأمل

"إن الميول الجنسية المثلية عدو لي و يجب أن أتخلص منها... طبعا لاحظتي ردي إنه هنا متناقض مع ردي على سبب إستخدامي لتعبير كبران على الميول الجنسية المثلية" قائلا أنا

"نعم..صحيح" شروق الأمل قائلة

"لكن و أنا في التعافي فهمت إن أنا مقبول عند ربنا و يجب إن أقبل نفسي و أحبها كما أنا و لا داعي للغضب إن حدث لي إنجذاب لشخص ما و ثاني نقطة كنت فاهم إني لما أغطي على ضعفي و أخفيه و لو حتى بالكذب أكون كبير لكن أدركت إني لما أعترف بضعفي و عجزي و لا أخجل منهما و أقبلهما بنمو نمو حقيقي... قبول ضعفي و عدم إحتقاره بل إحترامه كانت بداية لشعوري بالقوة و أخيرا كنت متصور إن التعافي هو الوصول للميول الجنسية الغيرية لكن أدركت إنها مجرد نتيجة لبناء شخصية مثل الميول الجنسية المثلية مجرد نتيجة لشخصية ضعيفة بتهدم أصبح معنى التعافي لدي أوسع يشمل جميع جوانب حياتي مش مجرد ذهاب ميول جنسية مثلية و إتيان ميول جنسية غيرية فمشكلتي ليست مشكلة جنسية" قائلا أنا

"كم من مدة يستغرق التعافي من الميول الجنسية المثلية؟" قائلة شروق الأمل

"هو الكبران و النمو له نهاية؟"قائلا أنا ضاحكا

"لااااااا" قائلة شروق الأمل

"إذن التعافي لا نهاية له...مدى الحياة" قائلا أنا مبتسما

"ما الجديد الذي تريد تحقيقه في التعافي بعد تبطيلك للممارسة الجنسية المثلية لمدة عام؟" قائلة شروق الأمل بحماس

"أن أتشجع لمواجة ألامي و جروحي و إقامة علاقات عميقة مع غيريين أكثر لأكون ممسكا بطرفي السلم و العمل على إسترجاع جميع قدراتي ومواهبي و أن أكون أكثر نضوجا بعلاقتي بالله وبنفسى وبالناس عموما" قائلا أنا برجاء

"و أخر سؤال معانا النهاردة فى هذا اللقاء لماذا لقبت نفسك بإسم مجاهد هل للتعبير عن القوة؟" قائلة شروق الأمل وهى ترسم على وجهها إبتسامة واسعة

"الحقيقة لا... يمكن يوحي إسم مجاهد بالقوة لكن عندما إخترت إسم مجاهد كأسم مستعار لي كان فى ذهني معنى الأسم...المجاهد الذى يبذل الجهد و يحاول و يحاول للوصول لهدفه حتى لو كان بالغ الصعوبة و لو فشل لن يصاب بالأستسلام" قائلا أنا وبداخلى رجاء من الله أن أكون إسم على مسمى

"فى نهاية اللقاء هل تريد أن تقول كلمة أخرى" قائلة شروق الأمل بإبتسامة وداع

"نعم أود أن أقول الحمد لله العظيم...كلي حب وتقدير و إمتنان لمجموعة المساندة بمرشديني ورفقائي فى طريق التعافي و لكل شخص عاوني و يعاوني خارج مجموعة المساندة" قائلا أنا بكل حب

"فى نهاية لقائي بمجاهد أقدم له الشكر مرة أخرى كما أشكر القارئيين والقارئات على حسن قرائتهم ومتابعتهم لنا و لا تنسوا إجعلوا من كلماتكم مصباح يضىء الطريق مع لقاء أخر و تحياتي لكم" قائلة شروق الأمل بسعادة و رضا