أغمض عيني و أسترخي على كرسيي المفضل فى حجرتي الخاصة
-بعد ما شربت مشروبي الدافىء المفضل-لأكون مستعد للقاء.
يتحرك شريط الذكريات أمامي ليقف عند........
ليلة أسير فيها مصطحب دموعي المنهمرة التى كانت تحمل اليأس و فقد الرغبة فى الحياة و قدماي التي كانت تسوقني للموت.
تدنوا السيارة مني و هى مسرعة و أدنوا منها حتى ترحل بي للعالم الأخر.
كشافات السيارة تضىء بشدة فى عيني إعلانا عن غضبها لحماقتي.
أجذب بعيدا عن السيارة للألتفت يمينا و يسارا لأبحث عن من أنقذ حياتي.
وأتساءل من؟؟
هل مازال بداخلي بعض الأمل و الأيمان بالله أنه سيسمعني أو بعض الحب لذاتي و الخوف عليها لينقذ أحدهما حياتي أو كلاهما معا؟.
أسمع رنين تليفوني المحمول لأفتح عيني و تذهب يدي لجيبي لألتقطه فأرى به رسالة لتذكرني بميعاد لقائي فأقوم مسرعا لألحق معادي........



"أعزائي القارئيين والقارئات بحييكم فى هذا اللقاء الشيق و أتمنى لكم قرأة ممتعة فى البداية برحب بك يا مجاهد و أشكرك على تلبية طلبي بلقائك بى لأني أحب أن أقرب صورتك أكثر للقارئيين والقارئات خصوصا إنك تخلصت من الممارسات الجنسية المثلية منذ عام كل سنة و إنت طيب منذ متى بدأت التعافى من الميول الجنسية المثلية؟" قائلة شروق الأمل وهى مبتسمة

"إحم إحم شكرا على دعوتك و برحب بكي و بالقارئيين و القارئات أنا بدأت التعافي من الميول الجنسية المثلية منذ عام و نصف تقريبا" قأئلا أنا مبتسما بإبتسامة مكسوة بقليل من التوتر و كثير من السعادة

"ماذا يعني لك اليوم الذى أتممت فيه عام من تبطيل الممارسات الجنسية المثلية؟" قائلة شروق الأمل بصوت جدي ومرتفع قليلا

"يعني لى الحرية... كان كل يوم تبطيل يمر أشعر بتحرري أكثر و أكثر من إستعباد الممارسات الجنسية المثلية لي" قائلا أنا بحماس

"ممكن تكلمنا عن بعض أسباب لجوئك للممارسة الجنسية المثلية؟" قائلة شروق الأمل محافظة على الصوت الجدي المرتفع قليلا

"الحقيقة كنت أبحث عن ذاتي فى أجساد الأخرين حيث كنت أشعر دائما بإنفصالي عن ذاتي بكراهيتها و بغضها و ذلك راجع لعدم تلقي الحب و الأهتمام والقبول من أقاربي الذكور فى عائلتي منذ كنت طفلا... للأسف كنت أشعر أني مرفوض لديهم فلقد تركوا بداخلي جراح غائرة...و أيضا لم أكن أستطيع التعبير عن مشاعري كمشاعر الغضب والخوف إلخ فكان البديل عن التعبير بهذه المشاعر هى الممارسة الجنسية المثلية...الممارسة الجنسية المثلية هى ماء مالح لا يروي أبدا" قائلا أنا بصوت يشوبه الألم و الحزن

"حسنا و كيف تخلصت من الممارسة الجنسية المثلية؟" قائلة شروق الأمل بصوت به رفق

"كان أول عامل إن فهمت أسباب نشوء الميول الجنسية المثلية وأنا فى التعافي و أيضا تعلمي التعبير عن مشاعري بحرية و الحب و القبول الغير مشروط و التواصل العميق الموجود فى مجموعة المساندة من معالجيين و متعافيين من الميول الجنسية المثلية وأخوة يعانون مثلي...بكل بساطة و جدت البديل الحقيقي المشبع عن الممارسة الجنسية المثلية" قائلا أنا بإيمان

"و هل ترى إن مجرد التبطيل من الممارسة الجنسية المثلية يؤدي إلى التخلص من المعاناة من الميول الجنسية المثلية؟" قائلة شروق الأمل

"لاااا لا لا...طبعا أكيد تبطيل الممارسة الجنسية المثلية أحد العوامل التى تساعد على الكبران على الميول الجنسية المثلية لكنه ليس كافيا فيجب إعادة التواصل مع الغيريين من الذكور بعمل علاقات وطيدة معهم و مصارحتهم بالميول الجنسية المثلية التى لدي وكذلك إعادة بناء شخصيتي و ذلك يتم فى مجموعة المساندة...أنا مصارح صديقان" قائلا أنا

"صديقان فقط من الواضح إن مصارحة الغيريين صعبة قليلا" قائلة شروق الأمل ضاحكة

أومأت لها برأسي بالموافقة ثم إستطردت حوارها معي لتقول.

"لاحظت إنك قد ذكرت تعبير كبران على الميول الجنسية المثلية" قائلة شروق الأمل متعجبة لتصمت لثلاث ثواني

ألاحقها بالرد

"نعم حيث ما يحدث لي فى التعافي هو النمو و الكبران على مرحلة المثلية فأنا أتفق تماما مع قول من إتخذوا من الجنسية المثلية هوية لهم أن الجنسية المثلية ليست مرضا يتم التخلص منه...ورم يتم إستئصاله...بل إن المثلية مرحلة طبيعية تبدأ من سن ست سنوات إلى إثنى عشرة سنة تقريبا وتكون المثلية فى هذه المرحلة العمرية عبارة عن التواصل الوجداني لنفس الجنس بدون جنس عن طريق مثلا المشاركة الجماعية لنشاط أو لعبة لنفس الجنس من الذكور أو الأناث لكن لوجود عوارض مثل حرماني من الحب الأبوي و التواصل مع من في سني من الذكور فى ذلك الوقت أدت إلى توقف النمو النفسي عند هذه المرحلة إلى أن تجنسنت في بدايات سن المراهقة فما أفعله فى مجموعة المساندة هو النمو على هذه المرحلة لذلك أتذكر أني كنت دائما أشعر أني أصغر بكثير من عمري الحقيقي لكن أشعر الأن أني كبرت قليلا" قائلا أنا برضا

"كيف يتم إعادة بناء شخصيتك فى مجموعة المساندة؟" قائلة شروق الأمل

"من خلال إكتشاف ذاتي من جديد من خلال مشاركات الأخرين بأن أضع يدي على سلبياتي و كذلك معها إيجابياتي و تصحيح مفاهيم خاطئة فالتعافي تعلم... و إكتساب مهارات جديدة فيما يخص الذكاء الوجداني مثلا و تنمية القدرات فيما يخص توكيد الحق مثلا و غيرها من المهارات و القدرات...كذلك التحفيز على مواجهة الجروح من نفس الجنس و الجنس الأخر" قائلا أنا

"ما المفاهيم الخاطئة التى كانت لديك؟" قائلة شروق الأمل

"إن الميول الجنسية المثلية عدو لي و يجب أن أتخلص منها... طبعا لاحظتي ردي إنه هنا متناقض مع ردي على سبب إستخدامي لتعبير كبران على الميول الجنسية المثلية" قائلا أنا

"نعم..صحيح" شروق الأمل قائلة

"لكن و أنا في التعافي فهمت إن أنا مقبول عند ربنا و يجب إن أقبل نفسي و أحبها كما أنا و لا داعي للغضب إن حدث لي إنجذاب لشخص ما و ثاني نقطة كنت فاهم إني لما أغطي على ضعفي و أخفيه و لو حتى بالكذب أكون كبير لكن أدركت إني لما أعترف بضعفي و عجزي و لا أخجل منهما و أقبلهما بنمو نمو حقيقي... قبول ضعفي و عدم إحتقاره بل إحترامه كانت بداية لشعوري بالقوة و أخيرا كنت متصور إن التعافي هو الوصول للميول الجنسية الغيرية لكن أدركت إنها مجرد نتيجة لبناء شخصية مثل الميول الجنسية المثلية مجرد نتيجة لشخصية ضعيفة بتهدم أصبح معنى التعافي لدي أوسع يشمل جميع جوانب حياتي مش مجرد ذهاب ميول جنسية مثلية و إتيان ميول جنسية غيرية فمشكلتي ليست مشكلة جنسية" قائلا أنا

"كم من مدة يستغرق التعافي من الميول الجنسية المثلية؟" قائلة شروق الأمل

"هو الكبران و النمو له نهاية؟"قائلا أنا ضاحكا

"لااااااا" قائلة شروق الأمل

"إذن التعافي لا نهاية له...مدى الحياة" قائلا أنا مبتسما

"ما الجديد الذي تريد تحقيقه في التعافي بعد تبطيلك للممارسة الجنسية المثلية لمدة عام؟" قائلة شروق الأمل بحماس

"أن أتشجع لمواجة ألامي و جروحي و إقامة علاقات عميقة مع غيريين أكثر لأكون ممسكا بطرفي السلم و العمل على إسترجاع جميع قدراتي ومواهبي و أن أكون أكثر نضوجا بعلاقتي بالله وبنفسى وبالناس عموما" قائلا أنا برجاء

"و أخر سؤال معانا النهاردة فى هذا اللقاء لماذا لقبت نفسك بإسم مجاهد هل للتعبير عن القوة؟" قائلة شروق الأمل وهى ترسم على وجهها إبتسامة واسعة

"الحقيقة لا... يمكن يوحي إسم مجاهد بالقوة لكن عندما إخترت إسم مجاهد كأسم مستعار لي كان فى ذهني معنى الأسم...المجاهد الذى يبذل الجهد و يحاول و يحاول للوصول لهدفه حتى لو كان بالغ الصعوبة و لو فشل لن يصاب بالأستسلام" قائلا أنا وبداخلى رجاء من الله أن أكون إسم على مسمى

"فى نهاية اللقاء هل تريد أن تقول كلمة أخرى" قائلة شروق الأمل بإبتسامة وداع

"نعم أود أن أقول الحمد لله العظيم...كلي حب وتقدير و إمتنان لمجموعة المساندة بمرشديني ورفقائي فى طريق التعافي و لكل شخص عاوني و يعاوني خارج مجموعة المساندة" قائلا أنا بكل حب

"فى نهاية لقائي بمجاهد أقدم له الشكر مرة أخرى كما أشكر القارئيين والقارئات على حسن قرائتهم ومتابعتهم لنا و لا تنسوا إجعلوا من كلماتكم مصباح يضىء الطريق مع لقاء أخر و تحياتي لكم" قائلة شروق الأمل بسعادة و رضا





16 التعليقات:

محمود يقول...

ايه ده لقاء الجبابره.الحقيقه بوست رائع جداااااااااااااااا

مجاهد يقول...

ديما بتشجعنى يا محمود
:)

غير معرف يقول...

ألف مبروك يا أقوى مجاهد
لقاءك عجبني جداااااااااااً
واتمنى احقق اللي حققتوه باذن الله.
مع كامل احترامي وتقديري لجهودك بمسيرة التعافي والنمو.

طفلتى تعبانه يقول...

انا مبسوطه ليك اوى يامجاهد
البوست حلو اوى وفى مواجهه مع الذات جميله جدااااا
اتمنالك الاستمرار والتقدم اللى الافضل والافضل
ربنا معاك ياصديقى

مجاهد يقول...

optimismray
الله يبارك فيك
وسعيد جدا إن اللقاء عجبك
:)
إن شاء الله تحقق كل اللى تتمناه يا صديقى
وأنا كمان بحترم جهادك فى تعافيك وتحمل المصاعب وربنا معاك ويعينك
------------------------
مثلية فى طريق التعافى
سعيد برايك جدا
بتشجعينى
:)
وشكرا لتمنياتك ليه
بس انا هغير شويه فى جملتك
:)
بتمنا لينا جميعا الاستمرار والتقدم الى الافضل والافضل
---------------
تحياتى

غير معرف يقول...

بوست جميل اوى
انا فعلا عاجبنى اسلوب التحاور جدا
عاجبنى صراحتك
و انا سمعت البرنامج و اتعلمت كتير :)
و نفسى اوصل انا كمان زيك ان شاء الله
ربنا يوفقنا جميعا

محمود بس محمود تانى :)

مجاهد يقول...

محمود التانى
:)
إن شاء الله هتوصل بمعونة ربنا
ربنا كبير وفضله عظيم
وأنا بمعرفتى بيك إنت عامل خطوات هايله وشجاعه انا لسه ما وصلتلهاش بس انا كمان عاوز أوصلها وهحاول إنى أوصلها وربنا يوفقنى
أنا مبسوط إن البرنامج عجبك
ربنا يوفقك

أميرة يقول...

أحسنت

jonoon 3aqel يقول...

لا تتوقع مدى سعادتي و أنا أقرا الكلمات..

حسيت كأني أنا اللي مبطل من سنة و شويه
:)

الله يبارك فيك و يعينك ع الصواب..

أغبطك و لا أحسدك..

اللهم زده و بارك له و عليه

:) :) :) :)

بجد فرحان لك

:) :)

عقبال الكل يا قادر يا كريم

الله يبلغك كل خير و صلاح ياااااارب

تحياتي
راشد

مجاهد يقول...

أخى راشد
يااااااااه دعوه جميله محتاجها
أمين أمين
وربنا يحققلك كل اللى تتمناه
ويكون اللى جاى خير لينا جميعا

Still Unknown But Trust يقول...

انا عملت follow للمدونة

مجاهد يقول...

شكرا جدا

mo7eb RAsol ALLAH (dr_m) يقول...

فعلا الكبران والنمو مالهوش نهاية
ربنا يثبتك يا مجاهد
ودايما يارب فى ازدياد

مجاهد يقول...

مفاجأه بجد
:)
إزيك....فعلا محتاج الدعاء ده
أمين
نورت مدونتى أسعدني تعليقك

غير معرف يقول...

بوست جمييييييييييل اوى
يا مجاهد واحلى ما فيه المواجهه
بينك وبينك

ودايما فى هدوء نفسى وسلام داخلى
يارب ;-)

غير معرف يقول...

بديع.. ربنا معاك